بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
لقد
علم سلف الأمة فضل الوالدين، فعاملوهم بالبر والإحسان، وبالغوا في إكرامهم
وطاعتهم، اعترافاً منهم بالجميل، وحذراً من غضب الربِّ الجليل، ومما يروى
عنهم في ذلك رحمهم الله:
ضعي قدمك على خدي
كان محمد بن المنكر يضع خذّه على الأرض ثم يقول لأمه: "قومي ضعي قدمك على خدّي"
ليس من البر
قال عروة بن الزبير: "ما برّ والده من شد الطرف إليه"
برّ عمر بن ذر بأبيه
لما مات عمر بن ذر قالوا لأبيه ذر: "كيف كانت عشرته معك؟
قال: ما مشى معي قطّ في ليلٍ إلا كان أمامي، ولا مشى معي في نهار قط إلا كان ورائي، ولا ارتقى سطحاً قطُّ كنت تحته"
يخشى أن يأكل مع أمه
روى
عن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه كان يخشى أن يأكل مع أمه على مائدة،
فقيل له في ذلك فقال: "أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد
عققتُها"
يُطعم أمه بيده
عن محمد بن
سيرين: بلغت النخلة في عهد عثمان بن عفان ألف درهم، فعمد أسامة إلى نخلة
فعقرها فأخرج جمارها-فأطعمه أمه، فقالوا له: "ما يحملك على هذا، وأنت ترى
النخلة قد بلغت ألف درهم؟
قال: إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتها"
أبرّ هذه الأمة
قالت
عائشة رضي الله عنها: "كان رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبرّ من كانا في هذه الأمة بأمهما: عثمان بن عفان، وحارثة بن النعمان رضي
الله عنهما، فأما عثمان فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت.
وأما
حارثة، فإنه كان يفلي رأس أمه، ويطعمها بيده، ولم يستفهمها كلاماً قط تأمر
به، حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج، ما أرادت أمي؟!"
أيهما أفضل؟
قال محمد بن المنكر: "بات أخي يصلي، وبتُّ أغمز قدم أمي، وما أحبُّ أن ليلتي بليلته!!"
بر كهمس
كان كهمس يعمل في الجصّ كل يوم بدانقَيْن، فإذا أمسى اشترى به فاكهة، فأتى بها إلى أمه.
إمام يطعم الدجاج
كان حيوة
بن شريح- وهو أحد أئمة المسلمين- يقعد في حلقته يعلم الناس، فتقول له أمه:
"قم يا حيوة، فألق الشعير للدجاج، فيقوم ويترك المجلس ويفعل ما أمرته
أمه!!"
إمام لا يرفع طرفه إلى أمه
عن
بكر بن عباس قال: "ربما كنت مع منصور في مجلسه جالساً، فتصيح به أمه-
وكانت فظة غليظة- فتقول: يا منصور! يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى؟ وهو
واضع لحيته على صدره، ما يرفع طرفه إليها"
اعتق رقبتين
عن عون بن عبدالله أنه نادته أمه فأجابها، فعلا صوته، فأعتق رقبتين!!
تلدغني ولا تلدغها
أراد كهمس
قتل عقرب، فدخلت في جحرٍ، فأدخل يده خلفها فضربته، فقيل له: "كيف تُدخل
يدك في الجحر؟ قال: خفتُ أن تخرج فتجيء إلى أمي فتلدغها"
يظل واقفاً حتى تستيقظ أمه
استسقت أم مسعر ماءً منه بعض الليل، فذهب فجاء بقربة ماء، فوجدها قد غلبها النوم، فثبت في مكانه والشربة في يده حتى أصبح.
لطيفة
قال بعض العلماء: "من وقّر أباه طال عمره، ومن وقّر أمه رأى ما يسرّه، ومن أحدَّ النظر إلى والديه عقهما"
أدب أبي هريرة مع أمه
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه
فقـال: السلام عليك يا أمـاه ورحمة الله وبركاته
فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته
فيقول: رحمكِ الله كما ربيتني صغيرا
فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرة َ
وإذا أراد أن يدخل صنع مثـل ذلك.
وكان يلي حمل أمه إلى المرفق- بيت الخلاء- وينزلها عنه، وكانت مكفوفة.
هذه أحوال السلف مع الوالدين، فكيف هي أحوالنا؟! نسأل الله ألا يمقتنا.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
لقد
علم سلف الأمة فضل الوالدين، فعاملوهم بالبر والإحسان، وبالغوا في إكرامهم
وطاعتهم، اعترافاً منهم بالجميل، وحذراً من غضب الربِّ الجليل، ومما يروى
عنهم في ذلك رحمهم الله:
ضعي قدمك على خدي
كان محمد بن المنكر يضع خذّه على الأرض ثم يقول لأمه: "قومي ضعي قدمك على خدّي"
ليس من البر
قال عروة بن الزبير: "ما برّ والده من شد الطرف إليه"
برّ عمر بن ذر بأبيه
لما مات عمر بن ذر قالوا لأبيه ذر: "كيف كانت عشرته معك؟
قال: ما مشى معي قطّ في ليلٍ إلا كان أمامي، ولا مشى معي في نهار قط إلا كان ورائي، ولا ارتقى سطحاً قطُّ كنت تحته"
يخشى أن يأكل مع أمه
روى
عن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه كان يخشى أن يأكل مع أمه على مائدة،
فقيل له في ذلك فقال: "أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد
عققتُها"
يُطعم أمه بيده
عن محمد بن
سيرين: بلغت النخلة في عهد عثمان بن عفان ألف درهم، فعمد أسامة إلى نخلة
فعقرها فأخرج جمارها-فأطعمه أمه، فقالوا له: "ما يحملك على هذا، وأنت ترى
النخلة قد بلغت ألف درهم؟
قال: إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتها"
أبرّ هذه الأمة
قالت
عائشة رضي الله عنها: "كان رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبرّ من كانا في هذه الأمة بأمهما: عثمان بن عفان، وحارثة بن النعمان رضي
الله عنهما، فأما عثمان فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت.
وأما
حارثة، فإنه كان يفلي رأس أمه، ويطعمها بيده، ولم يستفهمها كلاماً قط تأمر
به، حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج، ما أرادت أمي؟!"
أيهما أفضل؟
قال محمد بن المنكر: "بات أخي يصلي، وبتُّ أغمز قدم أمي، وما أحبُّ أن ليلتي بليلته!!"
بر كهمس
كان كهمس يعمل في الجصّ كل يوم بدانقَيْن، فإذا أمسى اشترى به فاكهة، فأتى بها إلى أمه.
إمام يطعم الدجاج
كان حيوة
بن شريح- وهو أحد أئمة المسلمين- يقعد في حلقته يعلم الناس، فتقول له أمه:
"قم يا حيوة، فألق الشعير للدجاج، فيقوم ويترك المجلس ويفعل ما أمرته
أمه!!"
إمام لا يرفع طرفه إلى أمه
عن
بكر بن عباس قال: "ربما كنت مع منصور في مجلسه جالساً، فتصيح به أمه-
وكانت فظة غليظة- فتقول: يا منصور! يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى؟ وهو
واضع لحيته على صدره، ما يرفع طرفه إليها"
اعتق رقبتين
عن عون بن عبدالله أنه نادته أمه فأجابها، فعلا صوته، فأعتق رقبتين!!
تلدغني ولا تلدغها
أراد كهمس
قتل عقرب، فدخلت في جحرٍ، فأدخل يده خلفها فضربته، فقيل له: "كيف تُدخل
يدك في الجحر؟ قال: خفتُ أن تخرج فتجيء إلى أمي فتلدغها"
يظل واقفاً حتى تستيقظ أمه
استسقت أم مسعر ماءً منه بعض الليل، فذهب فجاء بقربة ماء، فوجدها قد غلبها النوم، فثبت في مكانه والشربة في يده حتى أصبح.
لطيفة
قال بعض العلماء: "من وقّر أباه طال عمره، ومن وقّر أمه رأى ما يسرّه، ومن أحدَّ النظر إلى والديه عقهما"
أدب أبي هريرة مع أمه
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه
فقـال: السلام عليك يا أمـاه ورحمة الله وبركاته
فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته
فيقول: رحمكِ الله كما ربيتني صغيرا
فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرة َ
وإذا أراد أن يدخل صنع مثـل ذلك.
وكان يلي حمل أمه إلى المرفق- بيت الخلاء- وينزلها عنه، وكانت مكفوفة.
هذه أحوال السلف مع الوالدين، فكيف هي أحوالنا؟! نسأل الله ألا يمقتنا.